عائشة أعلم نساء أهل الأرض
أولا في الحديث :
عن أبي موسى قال : ما أشكل علينا أصحاب محمد ، صلى الله عليه و سلم ، حديث قط، فسألنا عائشة ، إلا وجدنا عندها منه علما .
ثانيا في الفرائض :
عن أبي الضحى ، عن مسروق ، قال : قلنا له : هل كانت عائشة تحسن الفرائض ؟ قال : و الله ، لقد رأيت أصحاب محمد، صلى الله عليه و سلم ، الأكابر يسألونها عن الفرائض .
و قال الزهري : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء ، لكان علم عائشة أفضل .
ثالثا : في معظم العلوم :
عن هشام ، عن أبيه ، قال : لقد صحبت عائشة ، فما رأيت أحدا قط كان أعلم بآية أنزلت ، و لا بفريضة ،و لا بسنة ،و لا بشعر و لا أروى له ، و بيوم من أيام العرب ، و لا بنسب ، و لا بكذا ، و لا بكذا ، و لا بقضاء، و لا بطب، منها .
فقلت لها : يا خالة ، الطب ، من أين علمته ؟ فقالت : كنت أمرض فينعت لي الشيء ، و يمرض المريض فينعت له ، و أسمع الناس ينعت بعضهم لبعض ، فأحفظه .
فضلها:
أما فضائلها فكثيرة ، من ذلك ما جاء في الصحيح عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( كمُل من الرِّجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مَريم بنتُ عمران ، و آسية امرأةُ فرعون ، وفضلُ عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )متفق عليه. وعنها رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام ، قالت : قلت وعليه السلام ورحمة الله )متفق عليه .
بركتها:
ومن بركتها رضي الله عنها أنها كانت السبب في نزول بعض آيات القرآن ، من ذلك آية التيمم ، فعنها رضي الله عنها أنها استعارت من أسماء قلادة ، فهلكت أي ضاعت ( فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناساً من أصحابه في طلبها ، فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء ، فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه ، فنزلت آية التيمم ، فقال أسيد بن حضير : جزاكِ الله خيراً ، فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لكِ منه مخرجاً ، وجعل للمسلمين فيه بركة )متفق عليه .
محنتها:
ومن أهم المواقف في حياة أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- موقف التهمة الشنيعة التي اتهمت بها (حادثة الإفك)، ذلك لأن نفوس المنافقين الذين رأوا انتصارات المسلمين تتوسع يوما بعد يوم لم تسترح، ووجدوا أن مكانتهم بدأت تنحسر وتتلاشى إلى أن مقتهم مجتمعهم، فأرادوا- بزعمهم- أن يوجهوا ضربة قاصمة إلى النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم-، وأن يحدثوا في الصف المسلم فرقة وشقاقا، فرموا أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق بالبهتان العظيم
لقد كان عبدالله بن أبي بن سلول قد تولد النفاق والحسد في قلبه من أول يوم سمع فيه بالإسلام، وطفق يكيد للنبي- صلى الله عليه وسلم- وللإسلام المكيدة تلو الأخرى، ولكن حكمة الله - تعالى- كانت له وللمنافقين بالمرصاد، فكانت تلجمهم وتكبتهم. لقد كان لحادثة الإفك وقع أليم على قلب أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها-، ومرت عليها وعلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والبيت البكري الصادق أوقات قاسية حرجة، امتدت إلى شهر من الزمن، حتى نزل القران الكريم بالبراءة للعفيفة الشريفة، وتحمل هذه البراءة شهادة مباركة للصحابي الجليل صفوان بن المعطل الذي رمي بالحديث الآثم، كما وسمت المنافقين بميسم الزور والبهتان الذي يلاحقهم إلى النهاية
وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
عن قيس ، قال : قالت عائشة ، و كانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها ، فقالت : إني أحدثت بعد رسول الله ، صلى الله عليه و سلم ، حدثا ، ادفنوني مع أزواجه. فدفنت بالبقيع ، رضي الله عنها .
قلت : تعني الحدث : مسيرها يوم الجمل ، فإنها ندمت ندامة كلية ، و تابت من ذلك : على أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصدة للخير ، كما اجتهد طلحة بن عبيد الله ، و الزبير بن العوام، و جماعة من الكبار ، رضي الله عن الجميع .
و مدة عمرها : ثلاث و ستون سنة و أشهر .
توفيت سنة سبع و خمسين
· قال القحطاني في نونيته :
أكرم بعائشة الرضى من حرة بكر مطهرة الإزار حصان
هي زوج خير الأنبياء وبكره وعروسه من جملة النسوان
هي عرسه هي أنسه هي إلفه هي حبه صدقاً بلا أدهان
أوليس والدهـا يصـافي بعلهـا وهمـا بروح الله مؤتلفـان
رضي الله عنها وعن جميع أمهات المؤمنين، والحمد لله رب العالمين