كلمات من القلب
أبدأ من حيث انتهيت -أخي الحبيب- "إن مت بكوا عليك وعاملهم ليس لأنهم كرماء بل لأنك أنت كريم".. جميل هذا الشعور النبيل والإحساس الراقي والكرم السنجري -لا الحاتمي- نسبة إلى سنجر لا إلى حاتم الطائي..!
كلماتك خرجت من القلب وأتمنى أن تصل لكل القلوب.. شكر الله لك وجعلها في ميزان حسناتك.
الأبيض والأسود لونان لا علاقة لهما بالخير والشر ولا الطيبة والخبث، فالعين تحوي اللونين-أخي العزيز- والأناقة في اللباس تكون بالأبيض والأسود، والدنيا بأسرها لابد أن تكون بالأبيض والأسود، فقيمة الشيء تبرز بنقيضه كما أسلفت.
ولولا ظلام الليل ما علمنا قيمة شمس النهار لكنها آيات من الله للتفكر والتدبر والتأمل: (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً).
ومن مواقف العزة في ديننا ما يبرز قيمة التناقض.. في حرب الردة كان لعمر بن لخطاب رضي الله عنه رأي يخالف رأي أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكان الخليفة وقتها -كما تعلم- فعاتب أبو بكر الصديق رضي الله عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلاً: "استدعيتك لنصرتي تجيأني بخذلانك".. لاحظ الفرق بين النصرة والخذلان.
في عهد سليمان بن عبدالملك جاءه بعض القوم في شأن ما.. فقال لهم: من يتحدث باسمكم؟ فوقف صبي فقال له: أنا.. قال له الخليفة: أما يوجد في قومك من هو أكبر منك؟ فرد عليه الصبي بعزة وفخر وجرأة في الحق: لو كان الأمر بالسن ما كان مثلك أحق بالخلافة، فقضى لهم الخليفة حاجتهم إكراماً لهذا الصبي الشجاع الذي لم يخش في الله لومة لائم.. رداً على أن العقول ليست بالسن فقط..!
أخوكم محمد
أبوظبي